إنَّ معرفة المكلَّف لمقاصد الشارع وتعليل أحكامه وإدراك حِكَمه تُشعِره بلذة الطاعة، والإسراع في أعمال الخير، وترك المنهيات والمحرمات، لإدراكه بأنَّ الشارع ما أمر بأمر إلَّا وفيه مصلحة وخير، وما نهى عن فعل شيء إلا وفيه مفسدة وضر، أدرك ذلك أم لم يدركه، وهذا الكتاب أظهر أهمية مقاصد الشريعة ودور الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في هذا العلم، فقد جمع معظم ما يتعلق بمقاصد الشريعة من كتب ابن القيم توضِّح دوره في هذا المجال، كما أوضحت هذه الدراسة فكرة المقاصد وربطها ببعض القواعد المقاصدية ودعمها بالدليل لتكون حجة عند الاستشهاد بها، وهذه الدراسة تمد المجتهد بثروة عظيمة تعينه في عملية الاجتهاد والاستنباط، خاصة في مسائل تعليل الأحكام التي فاق بها ابن القيم غيره من كبار أفاضل العلماء، كما تساعد العامِّي المكلَّف على اتباع أوامر الشارع ونواهيه لإدراكه بأنَّ أحكامه معلَّلة، وأن الشريعة كلها في جملتها مصالح أدركها أم لم يدركها..
Menu