علم الجرح والتعديل يحتل مكانة الصدارة في علوم السنة النبوية، فهو والاسناد من أبرز خصائص الأمة الإسلامية التي تنقح به نقولاتها، ولهذه الأهمية فقد نهض جمع من العلماء للكشف عن رواة السنة وتمييز صحيحها من مكذوبها، فأنشئوا علم الجرح والتعديل.
\nويقوم هذا العلم على دراسة مستفيضة لأحوال الرواة والتحري عن ميولهم وصفاتهم وأخلاقهم ونشأتهم وعقائدهم، وقد بذل علماء هذا الفن جهدًا عظيمًا جدًا من التعب والسفر الطويل والرحلات المتعددة. \n \nوكانوا في دراستهم لأحوال الرواة في غاية التجرد عن الهوى والموضوعية في البحث ولم تؤثر فيهم روابط القرابة أو الصداقة أو الاشتراك بالموطن والمذهب. \n \nفإذا ما أنهى العالم دراسته حول الحديث أعطى لكل منهم رمزًا يشير إلى خلاصة ما توصل إليه فيقول: هذا ثقة، وهذا عدل، وهذا لين الحديث، وهذا لا بأس بحديثه، أو هذا كذاب، أو سيء الحفظ، أو هذا أصابه ضعف في ذاكرته بشيخوخته. \n \nفبهذه الدراسة المضنية الخالصة المجردة من الهوى والمقرونة بتقوى الله والإخلاص له والحرص الشديد على تجريد السنة الصحيحة مما علق بها، استطاع علماء الجرح والتعديل ان يميزوا صحيح السنة من مكذوبها، وأن يردوا كيد أعداء الإسلام الذين أرداوا هدمه بهدم السنة والتشكيك بها وصرف المسلمين عنها. \n \nوقد شملت الدراسة 907 من ألفاظ الجرح والتعديل ومصطلحات الأئمة في ذلك ورتبها الباحث على حروف المعجم..Menu