يقول المؤلف في مقدمة كتابه: ما رأيت نزعاً من العلوم، وفناً من الآداب، إلا وقد صُنّف فيه كتبٌ تجمعُ أطرافه، وتنظم أصنافه، إلا الكلام في الفَرقِ بين معان تقاربت حتى أشكل الفرق بينها، نحو العلم والمعرفة، والفطنة والذكاء، والإرادة والمشيئة، والغضب والسخط، والخطأ والغلط، والكمال والتمام، والحسن والجمال، والفصل والفرق، والسبب والآلة، والعام والسنة والزمان والمدّة، وما شاكل ذلك، فإني ما رأيت في الفَرق بين هذه المعاني وأشباهها كتاباً يكفي الطالب ويقنع الراغب، مع كثرة منافعه فيما يؤدّي إلى المعرفة بوجوه الكلام، والوقوف على حقائق معانيه، والوصول إلى الغرض فيهِ، فعملتُ كتابي هذا مشتملاً على ما تقع الكفاية به، من غير إطالة ولا تقصير، وجعلت كلامي فيه على ما يعرض منه في كتاب الله، وما يجري في أللفاظ الفقهاء والمتكلمين وسائر محاورات الناس وتركت الغريب الذي قل تداوله..
Menu