اختلفت تصانيف أهل الحديث وتنوعت، وكثرت مؤلفاتهم وتعددت، فمنها المختصر ومنها المطوّل، وقد كان ممن خاض في هذا الفن، وأدلى فيه بدلوه، وساهم في خدمة العلوم عامة وفي خدمة علم السنة خاصة، فكان له فيها الحظ الأوفر والباع الأطول: الحافظ ابن حجر العسقلاني، فكان من آثاره العظيمة في هذا الميدان كتابه (نزهة النظر) الذي هو شرح لأصله (نخبة الفكر).
\nفهذا الشرح جمعَ -على اختصاره- غرر هذا الفن وقواعده، وحوى فرائد مسائله وفوائده، مشتملاً على مباحث هي لباب آراء المحدّثين من المتقدّمين والمتأخرين، ليس له نظيرٌ في بابه بوجازة لفظ تتحيَّر فيه الألباب، وحسن سَبْكٍ يقضى منه العجب العُجَاب، كما قيل: يُشيرُ إلى غُرِّ المعاني بلفظِهِ ... كحِبٍّ إلى المُشتاق باللَّحْظِ يَرْمُزُ.Menu