علم التفسير من أشرف العلوم الشرعية وأجلها، فهو العلم الذي من خلاله يفهم كتاب الله عز وجل، الذي هو أشرف كلام وأعظمه، لذا فقد اهتم علماء المسلمين سلفاً وخلفاً بهذا العلم الشريف، ومن أبرزهم ابن كثير.
\nفيعد كتابه تفسير ابن كثير من أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم تفسير القرآن الكريم، وذلك لكثرة الميزات التي يتمتع بها: فهو يُعدُّ من أشهر ما دُوِّن في موضوع التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، فيعتمد مؤلِفه على تفسير القرآن بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، وكذلك يذكر الأحاديث والآثار المسندة إلى أصحابها، وأقوال الصحابة والتابعين، كما اهتم باللغة العربية وعلومها، واهتم بالأسانيد ونقدها، واهتم بذكر القراءات المختلفة وأسباب نزول الآيات، كما يشتمل على الأحكام الفقهية، ويعتني بالأحاديث النبوية، ويشتهر بأنه يخلو من الإسرائيليات تقريبًا، ويضعه البعض بعد تفسير الطبري في المنزلة، ويفضله آخرون عليه. ولقد قال عنه العلامة أحمد شاكر: "كتاب تعليميُّ عظيم، ونفعه جليلٌ كثير". \n \nكما تميز بحسن ترتيبه، وسهولة عباراته، وبعده عن التكلف، مما دفع الدكتور صبحي الصالح للقول: "ومن مزاياه: الدقة في الإسناد، وسهولة عباراته، والوضوح في الفكرة". \n \nفتفسير ابن كثير من أجلِّ التفاسير إن لم يكن أجلها وأعظمها، جمع فيه بين التفسير والتأويل والرواية والدراية، ولذلك نزل من الناس منزل القبول، وأقبل الناس على قراءته ومدارسته..Menu