يعد علم الفقه وأصوله من أهم العلوم التي تمثل استنباط الأحكام الفقهية الشرعية من أدلتها التفصيلية، ويعد كتاب الفكر الفقهي في العراق في القرن الثالث الهجري من الكتب النفيسة في هذا العلم، ولهذا الكتاب أهمية بالغة من الناحية الزمنية والمكانية، فهو يهدف إلى دراسة حركة التفكير الفقهي في عصر من أزهى وأبهى العصور التي مرت بتاريخ العالم الإسلامي الذي اتسعت بلاده، وترامت أطرافه لتصل إلى مشارق الأرض ومغاربها، ألا وهو القرن الثالث الهجري.
\nويعد هذا القرن قمة ما وصل إليه التفكير الفقهي، فهو عصر الاجتهاد وعصر التدوين. \n \nأما من حيث المكان فالعراق اختص من بين سائر الأمصار الإسلامية على احتوائه على مدارس فكرية متنوعة، ومذاهب فكرية مختلفة، إذ احتوى معظم مؤسسي المذاهب الفقهية، وأبرز أعلامها، مما أعطى العراق فرصة كبيرة في حركة الاجتهاد، وعدد المجتهدين، والإنتاج الفقهي في ذلك القرن، وكل ذلك مرجعه إلى أن العراق كان عاصمة دولة الإسلام وحاضرته، وقبلة العلماء من جميع الأمصار، حيث وفدوا إليه لنهل العلوم والمعارف، وكل ذلك كان له أثر كبير في ثراء الفقه وتطور حركته..Menu