إن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر المصائب التي حلّت بالأمة الإسلامية، وهي إيذانُ بوقوع الفتن وانتشارها فيها، بدءاً من صحابته الأبرار رضوان الله عليهم أجمعين إلى يوم الناس هذا، حيث يلتبس على كثير من الناس، بل على بعض الفضلاء من أهل الديانة والصلاح، لأن الفتن تذهب بالعقول وتأخذ بالألباب، فتدع الحليم حيران، والفتن لا يعرفها إلا الراسخون في العلم، ولا يقوم فيها إلا الجهال، وفي ظل هذه الأمواج المتلاطمة من الفتن والقلاقل، كان لزاماً على كل مسلم شحيح بدينه، حريص على اقتفاء آثار أسلافه، أن يلتمس طريق السلامة والنجاة من هذه المدلهمات، من خلال الوقوف على طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين وآئمة الدين من بعدهم في التعامل مع الفتن والتماس سبل النجاة منها ومن مُضلاتها، أعاذنا الله منها أجمعين..
Menu