عقوبة الإعدام قررتها الشريعة في نطاق محدد كوسيلة رادعة وكجزاء عادل على جرائم خطيرة، وهي بمنزلة الأمهات نظراً إلى دلالتها على تأصل الشر في نفس الجاني، وإلى شدة ضررها في المجتمع.
\nتعود أهمية هذا الكتاب إلى ما تثيره عقوبة الإعدام في الوقت الحاضر من جدالات ونقاشات حادة حول مدى جدواها بين فقهاء القانون، وعلماء الإجرام والعقاب، ودعاة حقوق الإنسان من جهة، وبين الباحثين الإسلاميين من جهة أخرى. \n \nوعلى الرغم من التطور الذي شاب علم العقاب، واتجاه الآراء والأفكار إلى إلغاء عقوبة الإعدام في كافة أنواع الجرائم، واستبدالها بعقوبات أخرى سالبة للحرية، فإن هناك آراء قوية ما زالت تنادي بالإبقاء عليها، وحصر نطاقها في جرائم ذات خطورة معينة، وإن أكثر الانتقادات والعيوب الموجهة إلى هذه العقوبة من قبل التيار الإلغائي، هي في ظاهرها ليست عيوباً في مبدأ عقوبة الإعدام وماهيتها، بل عيوب في تطبيق العقوبة. \n \nوالحق يقال: إن الشريعة الإسلامية عالجت الموضوع بحكمة ودقة وواقعية، وهذا ما سيوضحه هذا الكتاب، وقد تمسكت الشريعة بعقوبة الإعدام كعقوبة رادعة، وكجزاء عادل في نطاق ضيق، وطبقتها على جرائم محدودة بشروط دقيقة ومفصلة، يكاد يستحيل تحقيقها..Menu